الأحد، 5 مارس 2017
صلاية نعرمر
نعرمر هو أول ملوك الأسرة الأولى الذي حقق الوحدة بين شمال مصر وجنوبها وأسس عاصمة جديدة للبلاد وسماها "إنب حج" أى الجدار الأبيض ثم أصبح إسمها (من نفر) أي ثابت وجميل في الأسرة السادسة وتحرف هذا الاسم بعد غزو العرب لمصر وأصبحت مدينة منف. توجد آثار تلك المدينة الآن قرب قرية ميت رهينة بالبدرشين التي تتبع محافظة الجيزة حالياً.
اسم الفرعون على اللوحة "نعر-مر " ، ومكتوب برمزين "السمكة" وتنطق "نعر"، و"أزميل " وينطق "مر ". لهذا الاختلاف في نطق الإسم ، كما يعتقد ان للإسم عدة معاني ولم يتفق علماء الآثار على المعنى الحقيقي للاسم ..
معلومات عن اللوحة
عثر عليها العالم البريطاني كويبل في هيراكونبوليس بالقرب من ادفو وهى من حجر الشيست الأخضر . تعتبر لوحة نارمر من أول الوحات التاريخية ، كتبت ورسمت في عهد الفرعون نعرمر الذي وحد الوجهين المصريين : الوجه الجنوبي ويسميه المصري القديم "تا-شمعو " أي أرض الجنوب، وأرض الشمال والتي كانت تسمى لدى المصري القديم "تا-محو"، وكوّن بذلك أول دولة تحكم مركزيا من منف في التاريخ.
الوجه الأول
في أعلى اللوحة نجد وجهان لإمرأه لها أذنى وقرنى بقره وهى الإلهه حتحور وبين والوجهين نجد واجهة القصر "السِرخ" ونقش بداخله اسم نعرمر.
في الصورة اسفلها نجد الفرعون مصورا بحجم كبير يلبس تاج مصر العليا (الجنوبية) الأبيض ويمسك بيده سلاحه ليضرب به أحد أعدائه الشماليين (التي تميزه باروكة الشماليين) ، وخلف الملك حامل صندل الملك ومعه وعاء من الماء . وأمام الملك نجد الإله حورس في هيئة الصقر وهو يقدم للملك رأس أسير وجسمه عبارة عن علامة الارض عند المصريين القدماء ويخرج منها نبات البردى أى دليل على أنها أرض الشمال ومعنى ذلك أن حورس يقدم للملك أرض الدلتا ليحكمها ويبسط عليها نفوذه.
بعد ذلك نجد في أسفل اللوحة اثنان من الأعداء يهربان وبجوار كل منهما اسم مقاطعته (بوتو وسايس) كل منهما ينظر ورائه دليلاً على قوة ما يهربان منه، وبجوارهما رسما لحصنهما الذي استولى عليه نارمر.
الوجه الثاني
نجد أولا في أعلى الصورة المنحوتة نفس وجهى المعبودة بات وبينهما السِرخ،
أسفلها منظر يصور انتهاء الحرب ويمشى الملك في موكب النصر المتجه لمعبد مدينة بوتو المقدسة، وهنا يلبس الملك التاج الاحمر تاج الدلتا وورائه حامل الصندل وأمام الملك كبير وزرائه وفوقه كلمة "سات" يعنى وزير، وأمام الوزير حملة الأعلام. ومن الأعلام نستنتج أن مصر القديمة كانت أول من يكوّن حكومة مركزية في التاريخ، حيث يرجع تاريخ تلك اللوحة وهذا الحدث إلى 3100 سنة قبل الميلاد. ونجد على أقصى اليمين مجموعة من الأسرى مقطعة رقابهم وموضوعة بين أقدامهم ونرى أن جميع الأسرى أقدامهم مواجهة لبعضها ما عدا إثنين منهم، وذلك تمييزاً لهما ويعتقد أنهما قائدين من الشمال.
أسفل هذا المشهد نجد صورة لحيوانين خرافيين متشابكة متشابكة الأعناق ليشكلوا بؤرة الصلاية لطحن كحل الملك وفى نهاية اللوحة نجد الملك مصوّرا على هيئة "ثور" قوي دليلاً على قوته يدمر أحد حصون الأعداء ويطأ بقدمه أحد الأعداء.
الخميس، 2 مارس 2017
المتحف المصرى
المتحف المصري هو أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية، ويقع في قلب العاصمة المصرية "القاهرة" بالجهة الشمالية لميدان التحرير. يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1835 وكان موقعه حينها في حديقة الأزبكية، وكان يضم عدداً كبيراً من الآثار المتنوعة، ثم نقل بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، حتى فكر عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت الذي كان يعمل بمتحف اللوفر في افتتاح متحفاً يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند بولاق، وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان تم نقلها إلى ملحق خاص بقصر الخديوي إسماعيل بالجيزة، ثم جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني مبنى المتحف الجديد في موقعه الحالي في قلب القاهرة.
يعتبر المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي تم تأسيسها لتكون متحف عام على عكس المتاحف التي سبقته، يضم المتحف أكثر من 150 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي تم العثور عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894، ويضم المتحف الآن أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم .
صمم المتحف المصرى الحالي عام 1896، بواسطة المهندس الفرنسي مارسيل دورنو، على النسق الكلاسيكي المحدث والذي يتناسب مع الآثارالقديمة والكلاسيكية، ولكنه لا ينافس العمارة المصرية القديمة التي ما زالت قائمة.
وتجدر الإشارة بأن القاعات الداخلية فسيحة والجدران عالية. ويدخل الضوء الطبيعي خلال ألواح الزجاج على السقف ومن الشبابيك الموجودة بالدور الأرضي. أما الردهه الوسطى بالمتحف فهي أعلى جزء من الداخل حيث عرضت فيها الآثار مثلما كانت موجودة في المعابد القديمة. وقد روعي في المبنى أن يضم أى توسعات مستقبلية، كما يتناسب مع متطلبات سهولة حركة الزائرين من قاعة لأخرى.
هذا وقد وزعت الآثار على طابقين، الطابق السفلي منها يحوي الآثار الثقيلة مثل التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية. أما الطابق العلوي فيحوي عروضا ذات موضوعات معينة مثل المخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية وآثار الحياة اليومية وصور المومياوات والمنحوتات غير المكتملة وتماثيل وأواني العصر اليوناني الروماني وآثار خاصة بمعتقدات الحياة الآخرى وغيرها.
عرض لبعض الاثار بطريقة مختصرة
القناع الذهبى المغطى لمومياء الملك بسوسنيس الأول
يظهر الملك بسوسنيس الأول على القناع الذهبى لابساً غطاء الرأس الملكى يعلوه الصل المقدس، كما يضع لحية مستعارة مضفرة.
يتكون القناع من قطعتين من الذهب المطروق، وقد قويتا ووصلتا معاً بخمسة مسامير ظاهرة من الخلف.
ويرتدى الملك غطاء الرأس الملكى المعروف باسم النمس، والذى كان عادة من الكتان، يعلوه الصل المقدس لحماية الملك من خصومه وأعدائه فى حياته وبعد وفاته.
ويضع الملك لحية مستعارة مضفرة كرمز لنبله. كما يلبس القلادة الكبيرة المسماة بالأوسخ منقوش عليها زخارف نباتية. وقد استخدمت العجائن الزجاجية فى تطعيم الجفون والحواجب والرباط الذى يثبت اللحية. أما العينان فهى من حجر أسود وأبيض.
الأبعادالعرض ٣٨ سم الارتفاع ٤٥ سم
القناع الذهبي لتوت عنخ آمون
يشهد قناع توت عنخ آمون هذا على ارتفاع المستوى الفني والحرفي الذي وصل إليه المصريون القدماء في الدولة الحديثة.
وقد كان القناع يغطي رأس المومياء المكفنة في تابوتها. وسجل عليه التعويذة الحادية والخمسين بعد المائة باء من كتاب الموتى تأكيدا لمزيد من الحماية لجسد الملك.
وقد عني الفنان بتمثيل التفاصيل الدقيقة الصادقة حتى تتمكن روح الملك المتوفى من الاهتداء إلى جسده تارة أخرى ومن ثم تعين على بعثه.
ونرى هنا الرأس وقد غطيت بغطاء الرأس المعروف وزينت الجبهة برموز الملكية والحماية المتمثلة في النسرة و الكوبرا.
وقد تم تشكيل الألواح الذهبية المستخدمة هنا عن طريق التسخين ثم الطرق. واستخدمت أحجار الأوبسيديان والكوارتز واللازورد في تشكيل العينين والحاجبين كما زين الصدر بقلادة من الأحجار شبه الكريمة والزجاج الملون والذي ينتهي برؤوس الصقر.
الأبعادالعرض ٣٩.٣ سم الارتفاع ٥٤ سم
الكاتب الجالس
كانت منزلة الكاتب من أكثر المناصب المهمة في مصر، وقد حرص العديد من أصحاب القبور، منذ عهد خوفو حتى العصر المتأخر، على تصوير أنفسهم في جلسة القارئ أو الكاتب.
ويفترش هذا الكاتب الأرض متربعا، وقد بسط بردية على حجره، مع إبقاء سائر لفافتها في يسراه، على حين يهم بالكتابة بيمناه، بقلم من البوص، وقد اتخذ شعرا مستعارا أسودا قاتما، ونقبة بيضاء مثبتة بحزام.
الأبعاد
العرض ٤١ سم
الارتفاع ٥١ سم
الملكة حتشبسوت تقدم القرابين إلى أوزوريس
لوحة رقيقة أراد الفنان أن يظهر بها مبلغ احترامه لجلالة الملكة، فرسمها في شكل ذكر راكع، يرتدي تاج احتفالات في شكل تاج خبرش. وهي تقدم جرتين من الخمر والماء البارد إلى الإله أوزوريس، إله العالم الآخر (غير مرسوم).
وترتدي الملكة طوق عنق ونقبة قصيرة ربطت بحزام. ويشير النص المنقوش إلى، ماعت كا رع، اسم العرش لحتشبسوت، حبيبة أوزوريس، وهي، تقدم الخمر والماء البارد. ورسمت اللوحة بألوان زاهية، ويظهر التخطيط الأولي باللون الأحمر؛ كما تظهر تصحيحات في النسب.
الأبعاد
الارتفاع ١٥ سم
العرض ٨ سم
النصف العلوي من تمثال لأحد البطالمة
النصف العلوي من تمثال لأحد البطالمة، نحت بالأسلوب المصري.
وكل ما تبقى منه ، هو جانبا غطاء الرأس المصرى "النمس" والجذع.
وقد زين الحزام بنقوش من كتابة هيروغليفية، نصها: "نيسوت-بيتي نب- تاوي"، وتعني "ملك مصر العليا والسفلى، حاكم الأرضين". وبقية التمثال مكسور.
الأبعاد
الارتفاع ٤٢ سم
المعبود التمساح سوبك
كان نهر النيل، مع قنواته الفرعية، طريق النقل الرئيسي في مصر القديمة؛ على الرغم من خطورة الملاحة به، بسبب التماسيح وأفراس النهر. لذلك أراد المصريون إبعاد خطر التماسيح؛ بأن شيدوا المعابد لديانة الإله التمساح "سوبك" في مناطق إسنا وكوم امبو والفيوم، وغير ذلك من المناطق. وكانت توجد بكل معبد بحيرة أو غرف جوفية؛ حيث كان يحتفظ بتمساح حي، لكي يتلقى القرابين والصلوات.
وارتبط سوبك بإله الشمس رع. وجمعت تعاويذ في كتاب الموتى من أجل المتوفى، تمكنه من "طرد التمساح الذي يأتي لكي يجرده من السحر الذي يتحصن به في عالم الموتى" -(التعويذة رقم 31).
وقد أقام أحد المخلصين لعبادة سوبك هذا التمثال المعروض بأحد معابد هذا الإله. وكان من اليسير التعبد ووضع القرابين أمام التمثال. وقد قطع التمثال، مع القاعدة، من كتلة واحدة. والفم مغلق، ونحتت تفاصيل البدن في نقش بارز؛ متقاطع ومخطط. ومع ذلك، لا ترى سوى تفاصيل قليلة على التمثال.
الابعاد
الارتفاع ٦.٥ سم الطول ٩ سم
علم المصريات
Egyptology
علم المصريات
هو أحد فروع علم الآثار وهو علم يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة ولغتها وآدابها ودياناتها وفنونها وتعتبر الحضارة المصرية أقدم حضارة إنسانية على وجه الأرض.
نشأة علم المصريات
يعتبر القدماء المصريين هم أول علماء المصريات بداية من الملك تحتمس الرابع الذي قام بإزالة الرمال حول جسد أبو الهول تحقيقا لحلما رآه يناشده فيه بذلك، وقد ترك تحتمس الرابع لوحة تحكى تفاصيل هذا الحلم.
وبعد تحتمس بقرنين من الزمان قام الأمير خعامواست ابن الملك رمسيس الثاني بالتنقيب وترميم آثار أجداده القدماء من معابد ومقابر ومبانى منها هرم الملك أوناس بسقارة ليكون أول مرمم للآثار في علم المصريات.
عصر الأغريق والرومان
في أواخر القرن السابع الميلادي بدأ اهتمام الأغريق والرومان بدراسة تاريخ مصر ، وقد وصل إلينا جزء كبير من المعلومات والتواريخ عن تاريخ مصر عن طريق كتابات وتأريخ مؤرخين أمثال هيرودوت والمؤرخ المقدوني سترابون وسولون وديودورس الصقلي الذي عاش في عهد يوليوس قيصر وأغسطس وبليني المؤرخ الروماني ويوسيفوس مؤرخ اليهود، والجزء الأكبر من المعلومات وصل إلينا من الكاهن المصري مانيتون الذي كان أول من كتب تاريخ مصر الزمنى وقوائم الملوك خلال فترة الحكم البطالمة في القرن الثالث قبل الميلاد، ويعتبر مانيتون المرجع الأول لعلماء التاريخ المصري القديم.
علماء المصريات المسلمين
قدم علماء المصريات المسلمين العديد من الأسهامات في كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة فكانت أول محاولة معروفة قام بها ذو النون المصري وأبو بكر أحمد بن وحشية في القرن التاسع الميلادي وأستطاعا بصورة جزئية فهم طبيعة اللغة الهيروغليفية ومعرفة بعض ما كتب بها بمقارنتها باللغة القبطية المعاصرة المستخدمة بواسطة القساوسة القبط في وقتهم، كما قام المؤرخ عبد اللطيف البغدادي (1162-1231م) الذي كان يُدرس في جامعة الأزهر في القرن الثالث عشر والذي كتب وصف مفصل لآثار مصر القديمة، وفي القرن الخامس عشر قام المؤرخ المقريزي بعمل مشابه لعمل البغدادي حيق قام بتقييم مفصل لآثار مصر القديمة.
الباحثيين الأوروبيين
وبداية من القرن الثالث عشر بدأ الباحثيين الأوروبيين وكتاب الرحلات الين كانوا في الأغلب يقومون بسرقة وتهريب الآثار إلا أن ملاحظاتهم وكتاباتهم قدمت الكثير من المعلومات بالرغم من الأخطاء الفاحشة فيها ولكن لبعضهم أسهامات جليلة نتجت من أتباعهم طرق علمية ومنهم جون جريفز وكلود سيكارد والدانمركي فريدريك لويس نوردن وريتشارد بوكوك وبينوا دى ماييه، وفي بداية القرن السادس عشر بين العالم أثانسيوس كرشر من الجزويت أهمية النطق الصوتي في اللغة الهيروغليفية.
وفي أواخر القرن الثامن عشر قام علماء حملة نابليون بتسجيل الحياة النباتية والحيوانية والتاريخ في موسوعة وصف مصر ، وأتخذت دراسة التاريخ المصري القديم شكلا علميا أكثر بعد أكتشاف حجر رشيد ويلاحظ أن علم المصريات الحديث بدأ عام 1822م.
علم المصريات الحديث
مع أكتشاف حجر رشيد وفك رموز الهيروغليفية عام 1821م بدأت مرحلة جديدة من علم المصريات بدأ فيه كتابة التاريخ بناء على الأكتشافات الحفرية والبرديات واللوحات والنقوش على جدران المعابد والمقابر.
وكان أول علماء المصريات الذين أكتسبوا شهرة واسعة جان فرانسوا شامبليون (1790-1832م) والأيطالي أبوليتو روسيلليني ، وفي عام 1828 جاء شامبليون ونيستور لوت وأيبوليتو أعضاء البعثة الفرنسية إلى مصر وحصل على تصريح بالتنقيب من محمد على باشا وقاموا باستكشاف خمسين موقعا وسجلوا ملاحظاتهم في ست مجلدات ، وقد قدم شامبليون إلى محمد على ألتماسا يقترح فيه تنظيم الحفريات ووضع قوانين لمنع السرقة والتهريب للآثار المصرية ولكنه لم يجد صدى لدى محمد على كما قدم بعده بعامين رفاعة الطهطاوي ألتماسا أخر ولكن لم يتم أتخاذ أى أجراء حتى جاء أوجست مارييت، وقد كان رفاعة الطهطاوي أول علماء المصريات المصرين وكان متأثرا بأعمال العلماء المسلمين في القرون الوسطي في علم المصريات.
وفى عام 1858م بدأت أبحاث أوجست مارييت والبعثة الفرنسية في إعادة تنظيم الآثار وتصنيفها وتأريخها كما عمل جاهدا على وضع القوانين لمواجهة أعمال التهريب والسرقة، كما أسس المتحف المصري بالقاهرة لحفظ الآثار.
وفي عام 1922م جذب كشف هوارد كارتر لمقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون بتمويل من اللورد كارنرفون أنتباه واهتمام أكثر لعلم المصريات .
وفى بداية القرن العشرين أتخذت دراسة الحضارة المصرية القديمة شكلا أكاديميا وأصبحت تخصص مهني وبدأت هذه المرحلة من خلال أعمال ويليام فليندر بيتري الذي قدم أسلوب وتقنية في الحفظ والتنقيب والتسجيل، وأدوار نافيل ووايزنر وونلوك.
وأيضا الأبحاث التي قام بها أدولف أرمان ورانك لوضع قاموس اللغة المصرية القديمة والذي جمع أعمال جورج ست وسير والاس يادج وجرينث جاردنر وجوتييه والعالم المصري سليم حسن الذي كان من المشرفين على وضع القاموس.
كما دخلت التكنولوجيا علم المصريات وأستخدمت وسائل وأجهزة حديثة لاستخلاص وتحليل الحفريات والآثار مثل استخدام الكربون المشع في تحديد زمن وعمر الأكتشافات.
وقد أصبح علم المصريات من المواد العلمية الرئيسية التي تدرس في الجامعات وأنشأت معاهد خاصة لدراسته وللقيام بالأبحاث.
يرجى مراجعة
" قصة الحضارة " ـ وول ديورانت ـ طبعة مكتبة الأسرة بمصر
" مصر القديمة " ـ د. سليم حسن ـ طبعة مكتبة الأسرة بمصر
" الهرم المعجزة " ـ د. مصطفي محمود حلقة تليفزيونية من برنامج العلم والايمان
الأربعاء، 1 مارس 2017
عصور ما قبل التاريخ
عصور ما قبل التاريخ
ينقسم التاريخ القديم حسب منشورات عام 1836 إلى نظام ثلاثة عصور ، هي : العصر الحجرى و العصر البرونزى و العصر الحديدى. وينطبق هذا التقسيم حاليا على منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وأوروبا والشرق الأوسط . ولا يبدأ التاريخ القديم في أمريكا الشمالية مثلا قبل وصول الأسبان إلى هناك.
ويعتبر أقدم العصور هو العصر الحجري القديم وبدء الإنسان في الزراعة فيما يسمى العصر الحجري المبكر. وفي وسط أوروبا وشمالها تنطبق مرحلة العصر الحجري الأوسط مع عصر "إبيباليوليثيك المبكر" قبل 10.000 - 5.500 سنة في بلاد البحر الأبيض المتوسط.
العصر الحجرى القديم
ظهر الانسان على كوكب الارض خلال الدهر الجيولوجى الرابع ( البلايستوسين ) . مر هذا الكائن بمجموعه من التطورات البيئية والبيولوجية خلال العصور الحجرية القديمة الثلاث : الاسفل والاوسط والاعلى ؛ وثقافاته الخمس : الاشولية والموستيرية والجرافيتية والسولترية والمجدلينية .
ساهمت هذه التغيرات فى تفوق الانسان على غيره من الكائنات التى مثلت بالنسبه له مصدرا للخير تاره والخوف تاره اخرى . كان على الانسان ان يسخر بعض عناصر البيئة المحيطة به ليستطيع السيطرة على محيطه الحيوى بما فيه من مصادر للخوف ومنابع للامل ، فصنع ثورته المادية الاولى بصناعة ادواته الحجرية واكتشف النار ، وعاش متنقلا يجمع الثمار ويقنص الحيونات والطيور والاسماك . بمرور الزمن تبين للانسان ان ادواته الماديه لن تمكنه وحدها من السيطره على عالمه وفهم اسراره .
كان عليه ان يبدع ثوراته الفكريه الاولى ، كان عليه ان يخطو الخطوات الاولى فى عالم الفن والسحر والدين . كان الفن هو الثورة التكنولوجية الثانية التى استطاع الانسان ان يحملها افكاره ومخاوفه وامانيه . فى محاولته الاولى للاجابة على تساؤلاته عن الاخر والاصل والنشأة والمصير . كان الفن هو لغة الانسان ابلتى وفرت التواصل بين افراد المجتمعات البدائية قبل ان يتوصل الى معرفة الكتابة حوالى نهاية الالف الرابع ق م فى بعض انحاء العالم القديم .
بعض الادوات التى استخدمها الانسان فى هذا العصر .

أدوات يدوية حجرية: الإنسان المنتصب

عاش الإنسان المنتصب في العصر المسمى العصر الحجرى القديم قبل نحو2.6 مليون سنة ، وكان الإنسان الأول يستخدم أدوات من الحجر ؛ وتسمى تلك الحضارة :حضارة اولدوان (195.000 سنة سبقت). وبعض من جاء من بعدهم استخدم النار مثلما وجد في المنطقة الاثرية "غيشر بنوت ياكوف " قبل 790.000 سنة - وتاريخها مصدق عليه - في فلسطين. كانت تستخدم تلك الأدوات الحجرية للقطع والكشط .
قبل نحو 1.5 مليون سنة وصلت المعيشة في أفريقيا المرحلة الحضارية "أشيولين" ، حيث اصبح لتصنيع الأدوات الحجرية تقنية . وقبل نحو 500.000 سنة وصلت تلك التقنية إلى أوروبا . وتتميز تلك التقنية بسن الحجر من جهتين وليس من جهة واحدة ، وكان إنتاج تلك الأدوات الحجرية أكثر عناية .
أحجار مجهزة: إنسان تياندرتال
في أوروبا تطور الإنسان المنتصب عبر مرحلتي انسان هايدلبيرج وانسان شتاينهايم steinheimensis إلى انسان نياندرتال . وقد استطاع انسان نياندرتال أقلمة نفسه جيدا على برد العصر الجليدى الاخير . ويشكل النياندرتال مرحلة حضارية ( بعكس ما كان يعتقد في الماضي ) في: أنه زاول في وسط أوروبا لأول مرة طقوسا دينية ، فقد كان كان يضع قرابين مع الموتى ( مثل كهف لا فيراسى ). كما ابتكر النياندرتال تقنية لتشكيل الحجر بحيث لم يكتفي فقط بأحجار معالجة بدائية من الصوان و الكوارتزيت أو أحجار أخرى وإنما اهتم بجعلها حادة من جهتيها وأحيانا ما كان منها مدببا متقنا الصنع . فكان يكشط كتلة حجرية في حجم اليد كشطا من جميع الجهات كمرحلة أولى للتصنيع ، ثم بضربة واحدة قوية على حافتها بحجر آخر فتنقسم وينتج منها شقافة حادة من جميع نواحيها .
الإنسان الحديث Homo sapiens

تمادى تطور الإنسان المنتصب في أفريقيا وتطور الإنسان المنتصب في أوروبا وآسيا بحيث أصبح سكان أوروبا وآسيا الوسطى من النياندرتال ، وخرج من أفريقيا نوع متطور من البشر وانتشر قبل نحو 100.000 سنة . في هيئة الإنسان الحديث وربما يعزى إليه اختفاء النياندرتال قبل نحو 35.000 إلى 25.000 سنة . ولكن سبب انقراض النياندرتال ليس معروفا بالضبط . وتدل دراسات قامت بها جامعة لا يبزيغ بطريقة تحليل الحمض النووي (عينات أخدت من العظام ) على أن الإنسان القادم من أفريقيا عاش هع النيادرتال عشرات الآلاف من السنين جنبا إلى جنب ، بل وتعاشروا ونتج منهما نسلا مختلطا . تدل تلك الاختبارات على أن الإنسان الأوروبي يحمل نحو 4% من النياندرتال . أختفي النياندرتال قبل 35.000 - 25.000 سنة .
اتقن الإنسان الحديث Homo sapiens تقنية ضرب الحجارة وتصنيعها إلى أدوات تساعده في معيشته . ومما يلفت النظر ما خلفه هؤلاء القدماء من سكان الكهوف وما رسموه في كهوفهم في جنوب فرنسا و في إسبانيا من رسوم تجريدية رمزية ( رسوم الكهوف ) يرجع تاريخها إلى نحو 35.000 سنة .
كما عثر في جنوب أفريقيا على أدوات مصنوعة من العظم وتعد أقدم ما عثر عليه منذ نحو 77.000 سنة في كهف بلومبوس .
الحضارة المصرية القديمة
الحضارة المصرية القديمة
بدأت الحضارة في مصر قبل نحو 150.000 سنة ، ويرجح أن الإنسان ظهر على أرض مصر لأول مرة منذ ذلك التاريخ . وقد وفد إليها أقوام من ليبيا ومن الصومال وقبائل آسيوية من الجنس السامي . وظل المصريون القدماء منذ أواخر العصر الحجري القديم ( 110 آلاف عام قبل الميلاد ) فرعاً من سلالات البحر المتوسط الجنوبية ، واعتبروا أنفسهم أمة قائمة بذاتها وأطلقوا علي أنفسهم "تاوي تم" أي أهل مصر أو ناس الارض .
وينقسم عصر الباليوليتي المتوسط (100.000 سنة سبقت ) إلى خمسة عصور هي:
1- العصر الحجري القديم : ففي العصر الحجري القديم عاش المصريون القدماء علي الهضاب حول النيل في كهوف من الصخور هرباً من قسوة الطبيعة والحيوانات البرية : وعاش الإنسان علي صيد الحيوان، واستخدام الأدوات الحجرية . وبعد العصر المطير حدثت نوبات من الجفاف أدت إلى تجمع السكان في وادي النيل بعد أن أصبحت الصحراء فقيرة في مواردها من ماء ونبات وحيوان . وكانت أكبر انجازات هذا العصر اكتشاف النار واستخدمها القدماء في الطهي وتخويف الحيوانات المفترسة. كما استطاع الإنسان أن يتوصل إلى صناعة بعض أنواع بدائية من الفخار استعملها كأدوات له .
في مناطق أخرى من العالم نشأت حضارة شبيهة مثل حضارة قدماء المصريين على شواطيء الأنهار في المناطق الدافئة ، مثل بلاد الرافدين وفي الهند و الصين ونيجيريا . أما في الشمال البارد مثل أوروبا فكانت الأمطار وفيرة وكثرت الغابات ، وعاش الناس على الصيد . واستخدموا رماحا لصيد الحيوانات ، وكانوا يعيشون في جماعات صغيرة.
2- العصر الحجري الحديث : تغيرت الأحوال المناخية، انقطع المطر وخلت الهضاب والصحاري من الأعشاب ، ولم تعد صالحة للحياة بينما جفت المستنقعات التي كانت تملأ الوادي وأصبحت أرضه أصلح للحياة. وبدأ الإنسان الذي سكن الوادي يستأنس النبات والحيوان ، وأدي ذلك إلى اكتشاف الزراعة التي ارتبطت بالاستقرار ، وبناء المساكن البدائية من الأشجار والطين . كما أدت الزراعة إلى صناعة أدوات جديدة كالحراب والفؤوس أكثر دقة مما كانت عليه في العصر الحجري القديم . وبدأت صناعة الفخار في أواخر هذا العصر تتطور وتأخذ أشكالاً واستخدامات جديدة .
3- عصر المعادن : كان لوجود المصريين المستمر في سيناء أثره في الكشف عن المعادن وأولها النحاس الذي استخدم في باديء الأمر لصناعة الحلي للنساء. ثم بدأ عصر جديد لتقدم الإنسانية بصنع القدماء الإبرة النحاسية وهي أول أداة صناعية معدنية استخدمها الإنسان. كذلك استخدم المصريون منذ بداية هذا العصر الذهب في صناعة الحلي . كما ارتقت صناعة نسيج الأقمشة والجلود والعاج ، وتطورت صناعة الخزف . وبدأ الفن المصري القديم في الظهور مع نقش الأواني . كما تطورت مساكن القدماء وأصبحت تبني من الطوب اللبن والخشب و بدأ استخدام الأثاث والوسائد من جلود الحيوانات.
كان النحاس هو أكثر المعادن استخداما في تلك الفترة ، ولكن استعمال الأدوات الحجرية كان هو الغالب. ونجد في أوروبا مثالا ممثلا في اوتزى الذي كان صيادا في أواسط أوروبا على جبال الألب (قبل 5300 سنة سبقت)، وكان معه بلطة من النحاس مصنوعة من النحاس بنسبة 99% نحاس من منطقة سالزبورغ ، في النمسا حاليا .
العصر البرونزي
البرونز هو سبيكة تحتوي بنسبة 90% على النحاس و 10% قصدير . إبتكرت تلك السبيكة قرب نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد (نحو 3800 قبل الميلاد) . والبرونز أشد صلابة من النحاس وإمكن صناعة الأزاميل منه لتقطيع الأحجار . وفي منطقة أرض كنعان (فلسطين) وجد البرونز فيها منذ 3300 قبل الميلاد . وانتهى عصر البرونز في أسيا الصغرى نحو 1700 قبل الميلاد ، وانتهى في بلاد البحر الأبيض المتوسط 1200 قبل الميلاد وذلك بصهر الحديد وتصنيعه كأدوات.
بدأ العصر البرونزي في أوروبا نحو 2200 قبل الميلاد وبقي في الاستخدام حتى 800 قبل الميلاد .
العصر الحديدي
بدأ صهر الحديد وصناعته في أسيا الصغرى . ابتداء من القرن 17 قبل الميلاد عن طريق الحيثين . وبعد انهيار مملكتهم انتهي استحواذهم على تقنية الحديد وحدهم ، وانتشرت صناعته في بلاد الجوار مثل سوريا . ثم انتشرت الصناعات الحديدية في باقي بلدان الشرق الاوسط والبلاد المطلة على البحر الابيض المتوسط ، وانتهى العصر البرونزي فيها.
تطور تاريخ التقنية
اختراعات الإنسان البدائي
تشاهد أنواع من الحيوان تستخدم أدوات . وابتكر الإنسان البدائي Homo sapiens استخدام أدوات ؛ وبصفة خاصة أدوات كان يصنعها بنفسه . وكانت تلك المنتجات تتطور وتتحسن مع مرور الزمن . وعلى الرغم من اننا نعرف العصر الحجري بكثرة استخدام الحجارة لتصنيع أدوات قبل 2.5 مليون سنة فلا يصح الاعتقاد بأن الإنسان البدائي لم يستخدم مواد أخرى كانت تحت يديه . ويدل على ذلك آثاره التي تركها ، فمنها أدوات من الخشب ، والعظام ، والجلود ، وقشور الثمار . وكان الاستخدام الأول للأحجار هو استخدامها في الرمي ، أو كسندان والطرق بالحجارة ، و كذلك استخدام فروع الأشجار للاستناد عليها و إقامة أكواخ منها . اكتشفت بقايا اومو في الحبشة ويرجع تاريخها إلى 195.000 سنة سبقت.
انتج انسان نياندرتال والإنسان البدائي (قبل 150.000 - 35.000 ألف سنة ) رماحا من الخشب طويلة بطول 2.7 متر للصيد . وزودوها فيما بعد بمدببات من الحجر مناسبة وصنعوا من الأحجار أيضا سكاكين ، منها ما كان مسنونا من جهة واحدة ، وأخرى مسنونة الحدين .
وتحكم الإنسان البدائي في النار . فقد عثر العلماء على آثار لاستخدام الإنسان النار ترجع إلى نحو 790.000 سنة ، وكان الإنسان المنتصب Homo erectus يتحكم في إيقاد النار. ومكّن التحكم في النار والحصول على التدفئة منها من غزو الإنسان لمناطق شمالية باردة خلال العصر الجليدي ، واستقر في مناطق أوروبية وأسيوية .
وعمل ابتكار طبخ الطعام على النار على تطور كبير للإنسان: زيادة استفادة الجسم من الغذاء ، مع انخفاض في قوة المضغ مما تسبب في تصغير الفكين لدى الإنسان والعضلات المشتركة في المضغ. في نفس الوقت سمح استخدام النار باستطاعة الإنسان أن يغذي نفسه من مواد غذائية كانت جامدة وصعب مضغها ، فكانت الحيوانات الأخرى لا تستطيع أكلها أو تحتاج إلى وقت طويل لأكلها والاستفادة منها (مثل الحيوانات المجترة التي تعيد مضغ الحبوب ). علاوة على ذلك فإن الإنسان تعود أن يحب رائحة اللحم المشوي أو حتى المحترق وتنفتح شهيته عليها ، ولا يشاركه في ذلك من الحيوانات سوي ضبابير النحل. كما يحب الإنسان بمفرده من بين الحيوانات الأخرى رائحة شواء الحبوب وأنواع البندق واللب والفشار وزيت السمسم . كما يعزي بعض العلماء زيادة كبر دماغ الإنسان إلى غذائه المشكل هذا والمحتوي على بروتين سهل الهضم عن طريق الطهي .
استطاع الإنسان البدائي بناء أكواخ تحميه من أحوال جوية متقلبة وكانت تشتد أحيانا. وكانت طرق استخدام المواد المختلفة وتجهيزها والتحكم في النار قد توارثها عن ذويه من الإنسان البدائي Homo sapiens الذي ابتكرها وطور استخدامها. وساعد الصيد في جماعات على التفاهم بين الأفراد وابتكار طرقا جديدة للصيد . وكان في استطاعة إنسان نايندرتال صناعة الملابس ، الشيء الذي كان مهما في بلاد باردة في أوروبا. وربما تعلم الهومو زابينس ( الانسان البدائى ) من إنسان نياندرتال صناعة الملابس ، ربما قبل 75.000 سنة .
اختراعات قبل انتشار الإنسان على الأرض
تعلم الإنسان البدائي قبل نزوحه من أفريقيا إلى أوروبا وأسيا على الأقل خمس حرف لم يعرفها إنسان النياندرتال ولم يتعلمها : استخدام لون المغرة في التلوين (أصفر) ، صناعة القوارب (عبر الإنسان الحديث البحر الأحمر والبحار في الصين والهند وأندونيسيا إلى أستراليا ، في حين أن النياندرتال لم يعبر مضيق جبل طارق من اوروبا إلى افريقيا و لم يسكن جزر البحر الأبيض المتوسط ) ، وتعلم صيد السمك بالزعف المجدول أو بالشيكة وما يشابهها ، وطحن الحبوب ؛ فقد كان النياندرتال لا يعبأ بها كصياد للحيوانات في الغابات الأوروبية ، وتعلم الغنسان البدائي المقايضة ، تبادل الأشياء (البضائع) .
ونعرف أن الهومو زابين كان يتبادل التجارة من أنه كان يستخدم حجر صوان أتي من مناطق بعيدة ، كما كان يتزين بأنواع من المحار في مناطق بعيدة كثيرا عن الشواطيء . وقد تكون الأشياء الحجرية التي كان النياندرتال يستخدمها مشابهة لما كان يستخدمه الإنسان البدائي (الهوموسابينس) ، ولكنها كانت دائما من مصدر محلي.
اختراعات خلال العصر الجليدي
جاء اختراع الابره بعد انزياح الإنسان من أفريقيا إلى أوروبا ثم حدوث العصر الجليدي . ولا يشير علم الجيولوجيا عما إذا كان الانسان قد استأنس الكلب في هذا الزمن ام لا . ولكن ترويض الكلاب واستئناسها كان سابقا لترويض الإنسان للأبقار والدواب المفيدة الأخرى . وربما كان الاستئناس الأول لذئاب أواسط أسيا حيث يتعامل الإنسان معها منذ نحو 40.000 سنة .
وعثر على مغارات زينها إنسان الكرومانيون قبل نحو 35.000 سنة في جنوب فرنسا. ومن هذا الزمن نجد أقدم ما صنعه الإنسان من تشكيل لسن الفيل بالحفر والنقش في أوروبا . كما عثر على زمارة من العظم يعود تاريخها إلى نحو 35.000 سنة سبقت .
خلال العصر الجليدي يبدو أن الإنسان استطاع حرق السيراميك (حرق الطفلة أو الطين ). وعثر على اقدم تمثال من السيراميك ( فينوس دولنى فيستونيسى ) التي يرجع تاريخها إلى نحو 24.000 سنة على الأقل. وأقدم ما عثر عليه من أواني السيراميك فيبلغ عمره نحو 18.000 سنة . وكان القدماء يصنعونها بطريقة حلزونية . أما أقدم تمثال من الحجر الجيري فعثر عليه في النمسا ويسمى فينوس ولندورف وهو يبلغ طوله 11 سنتيمتر ويرجع تاريخه إلى 28.000 إلى 25.000 سنة قبل الميلاد.
مراجع
^ Hermann Kinder ; Werner Hilgemann (2000). Dtv-Atlas Weltgeschichte (الطبعة Orig.-Ausg., Sonderausg. [der zweibändigen Ausg.].). München: Dt. Taschenbuch-Verl. صفحات 11ff, 21ff, 33ff, 47ff. ISBN 3423030003.
^ Christopher S. Henshilwood et al.: Emergence of Modern Human Behavior: Middle Stone Age Engravings from South Africa. In: ساينس, Band 295, 2002, S. 1278–1280, doi:10.1126/science.1067575. Siehe dazu auch die Abbildung in The Japan Times vom 13. Januar 2002
^ Davorka Radovčić et al.: Evidence for Neandertal Jewelry: Modified White-Tailed Eagle Claws at Krapina. In: PLoS
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)